اصنع الفرق بخمس دقائق!
مع بداية العام الجديد ترتفع هتافات الإنتاجية، والمناداة المستمرة بأهمية الإنجاز، فيبدو لنا أحيانًا وكأن الوقت ينساب من بين أيدينا، فتغيب عن أذهاننا أهمية الثانية، وأثر الدقيقة، وقيمة اليوم، والتي تتواتر متراكمة لتُشكل أعوامنا، أعمارنا، ومسيرة حياتنا.
تقول لينسدي كارسون “يمكن لأقصر اللحظات أن تصنع الفرق في حياتنا”
فهل تساءلت يوما ما عن “الخمس دقائق”؟ وكيف يمكنها أن تمثل الفرق في حياتك؟
الأمر ببساطة يبدأ من خلال التركيز على ما يمكنك فعله في الخمس دقائق، والاستفادة منها بإنجاز ما يمكن إنجازه أو تجنب ما لا يمكن أداءه، لذلك فقد يكون الانطلاق من قاعدة الخمس دقائق الخطوة الأولى لتصنع الفرق!
و ترتكز هذه القاعدة على إدارة الوقت وتحقيق الإنتاجية بوقت أقل، وذلك بهدف تجنب التسويف والحد من تراكم المهام الصغيرة وتحولها إلى أعباء مُرهقة. فبدلاً من تأجيل المهام البسيطة والواضحة، تشجعنا هذه القاعدة على التعامل معها فوراً، باستغراق وقت قليل لإكمالها.
إذًا فالسؤال المهم الآن هو: كيف تصنع الفرق بخمس دقائق؟
قد تبدو الفكرة غير واقعية لكن فلنمنحها فرصة، و لنجرب هذه المرة خطوات بسيطة للاستفادة منها
خمس دقائق لبدء يومك: هل تشعر بالضغط تجاه مهامك المُتوقعة، ومسؤولياتك المُنتظرة؟ ما رأيك إذًا ببدء يومك بتمرين جسدي بسيط يحسن حالتك المزاجية! كأن تجرب ممارسة جلسة تأمل أو تمرين يوغا أو تمارين تنفس عميقة.
خمس دقائق لمراجعة أهدافك: هل تجد نفسك في صراعات مستمرة ومرهقة لتحقيق أهدافك أو إنجاز مهامك؟ ما رأيك إذًا البدء بتحديد مهامك الرئيسية التي ترغب في إكمالها خلال اليوم في قائمة إنجاز (To Do List) و أن ترتبها حسب الأولوية والأهمية و من ثم التركيز على أدائها بمرونة وبدون الشعور بالضغط.
خمس دقائق لتوسيع معرفتك: هل تؤمن بأن القراءة قد تكون من أهم الأدوات المُتاحة لتوسيع معارفك ودعم تطورك؟ ما رأيك إذًا بأن تقضي خمس دقائق يوميًا في قراءة مقطع صغير من كتاب أو مقالة.
خمس دقائق لإنجاز مهامك: هل تشعر بأن المهام الصغيرة أصبحت تستغرق وقتًا طويلًا لإنهائها؟ ما رأيك إذًا أن تجرب تحديد المهام التي يمكنك إنجازها في خمس دقائق، كأن تقوم بإرسال بريد إلكتروني مهم، أو تنظف جزء صغير من المكتب، أو تقسم المهام مع فريقك، أو تبدأ بمهمة صغيرة لمشروع أكبر.
خمس دقائق لتحسين استعدادك: هل تجد نفسك في توتر مستمر تجاه ما عليك أدائه وكيفية تحسين تركيزك عليه؟ جرّب القيام ببعض الأنشطة البسيطة التي تحسن من تركيزك وتعزز مبدأ حضورك في اللحظة مثل: تقنية 4-7-8 للتنفس
- تنفس هواءً عبر أنفك لمدة 4 ثوانٍ.
- احتفظ بالهواء في رئتيك لمدة 7 ثوانٍ.
- أخرج الهواء ببطء عبر فمك لمدة 8 ثوانٍ.
- كرر هذه العملية لعدة دقائق.
خمس دقائق لتجديد امتنانك: قد تشعر في بعض الأيام ببعض المشاعر المتقلبة، حينها جرب أن تكتب ثلاثة أشياء أنت ممتن لها في حياتك؛ ستمنحك هذه القائمة فرصة لرفع مستوى الأمان والراحة، و ستساعد في التخفيف من وطأة المشاعر السيئة.
خمس دقائق لمشاركة عطاءك: قد يعزز العطاء الكثير من القيم التي تسعى لها، فالمساعدة بلفتة طيبة، أو المشاركة بمعلومة مفيدة، أو خوض محادثة لطيفة، أو قضاء وقتًا قيمًا مع الآخرين لن يستغرق الكثير من وقتك إلا أنه سيعود عليك بالكثير من المشاعر الجيدة والتجارب الثمينة.
أخيرًا
وفقًا لقانون نيوتن والذي يقول: ” الجسم المتحرك يميل إلى البقاء في حالة حركة، بينما الجسم الساكن يميل إلى البقاء ساكنًا” (An object in motion tends to stay in motion. An object at rest tends to stay at rest.)
فإن الحركة تعتبر العنصر الأهم حتى تواصل المضي قدمًا، والاستمرار بإحداث الفرق، حتى وإن كانت هذه الحركة بطيئة، أو بسيطة، أو لا تكاد تُرى، فلما لا نبدأ اليوم بحركة بسيطة، برقصة لطيفة مع الوقت، ونبدأها بخمس دقائق.
استجابات